الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن التغافل عن الزلات من الصفات الفاضلة الممدوحة.
-والتغافل هو الإعراض عن أمر سيء صدر من أخ أو غيره تجاهك وأنت تعرض عنه وكأنك لم تسمعه.
-والتغافل عن أخطاء الآخرين خلق كريم وهو من فعل الكرام.
يروى عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال:
"ما زال التغافل من فعل الكرام"
وروي عن سفيان رحمه الله أنه قال : "مازال التغافل من شِيَم الكرماء ".
قال تعالى :
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ]
قال الإمام القرطبي:
"قال الحسن: ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض"١.اهـ
قال الحافظ المزي:
"ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ما ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻣﻦ ﺃﺭﻗﻰ ﺷﻴﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ"٢.
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺠﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻻﻥ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻜﻞ ﺯﻟﺔ ﻭﺧﻄﻴﺌﺔ ﺗﻌﺐ ﻭﺃﺗﻌﺐ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ
ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺟﺮﺍﻧﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : "ﺗﺴﻌﺔﺃﻋﺸﺎﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ".اهـ
فينبغي للمسلم أن يتحلى بهذه الصفة الطيبة
وأن يتغافل عن اساءة إخوانه إليه ، ويعفو ويصفح عنهم.
ـــــــــ
١- في تفسيره(١٨/١٨٨).
٢- في التهذيب (١٩/٢٣٠).
كتبه/بدر بن محمد البدرالعنزي
-حفظه الله-
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
١٤٣٦/١٠/٥ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.