الخميس، 31 يوليو 2025

•|[ الـــقَـــواعــد الـــمُــثـــلَـى فِــي صِفَاتِ اللهِ تعَالَى وأسمَائِهِ الحُسنَى ]|• ((1)) الشيخ مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين رحمه الله

 



     

لِـفَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة /

      مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين

             -رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ-

•ـ┈┈┈┈◈◉  ١  ❒◉◈┈┈┈┈

 

         •• قَوَاعِدُ في أَسْمَاءِ اللهِ تعالى ••

 

القاعِـدَةُ الأُولَـى: أسمَاءُ اللهِ تَعَالَى كُلُّها حُسْنَى، أي: بَالِغَةٌ في الحُسْن غَايتَهُ، قَـالَ اللهُ تعَالَـى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف:١٨٠]، وذَلِكَ لأنَّـهَـا مُتضـمِّنَـةٌ لصِفَـاتٍ كَامِلَةٍ لَا نَقْـصَ فِيهَا بِـوَجْـهٍ مِـنَ الـوُجُـوهِ، لا احتمَالًا، ولا تَقْدِيرًا.

 

• مثالُ ذَلِكَ: (الحيُّ) اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ تعَالَى، مُتَضمِّنٌ للحَيَاةِ الكَـامِلَةِ الَّتِي لَمْ تُسبَـقْ بـعَـدَمٍ، وَلَا يَلحَقُـهَا زَوَالٌ، الحيَـاةِ المُستلـزمَةِ لـكَمَـال الصِّفَات مِـنَ العِلْمِ، والقُـدرَة، والسَّمْع، والبَصَر، وغَيْرِها.

 

• وَمثالٌ آخَرُ: (العَلِيمُ) اسْمٌ مِنَ أسْمَاءِ اللهِ، مُتضمِّنٌ للعِلْمِ الكَامِلِ الَّذِي لَمْ يُسبَقْ بجَهْلٍ، ولَا يلحَقُهُ نسيَانٌ.

 

• قَـالَ اللهُ تعَالَـى: ﴿عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾ [طه:٥٢]، الـعـلْمِ الوَاسِـعِ المُحيطِ بكُـلِّ شَـيْءٍ جُمْلةً وتَفْصِيلًا، سواءٌ مَـا يَتعلَّقُ بأفعَالِهِ أو أفـعَـالِ خَلْقِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:

 

• ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَـا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام:٥٩]،

 

• ﴿ وَمَا مِـن دَابَّةٍ فِـي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُـلٌّ فِي كِتَـابٍ مُّبِينٍ ﴾ [هود:٦]،

 

• ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [التغابن:٤].

 

• ومثَالٌ ثَالِثٌ: (الرَّحمنُ) اسْـمٌ مِـنْ أسمَاءِ اللهِ تعَالَـى، مُتضمِّنٌ للرَّحمَةِ الكَامِلَةِ الَّتِي قَـالَ عنْهَا رَسُـولُ اللهِ ﷺ: «لَلَّـهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بَوَلَدِهَا»، يَعـنِـي: أُمَّ صَبـيٍّ وَجَدَتْهُ فِي السَّبيِ، فأخَذَتْهُ وألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأرْضَعَتْهُ،

 

• ومُتضمِّنٌ أيضًا للرَّحمَةِ الوَاسِعَـةِ الَّتِي قَـالَ اللهُ عَنْهَا: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:١٥٦]، وَقَالَ عَنْ دُعَاءِ المَلَائكَةِ للمُؤمِنينَ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر:٧].

 

والحُسْنُ في أسْمَاءِ اللهِ تعَالَى يَكُونُ باعْتِبَارِ كُلِّ اسْمٍ عَلَى انْفِرَادِهِ، ويَكُـونُ باعْتِبَارِ جَمْعِهِ إِلَى غَيـرِهِ، فيَحْصُلُ بجَمـع الاسْمِ إلى الآخَرِ كمالٌ فوقَ كمالٍ.

 

مثَالُ ذَلِكَ: (العَزِيزُ الحَكِيمُ)، فإِنَّ اللهَ تعَالَى يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا في القُـرآنِ كَثِيـرًا، فيَكُـونُ كـلٌّ منـهُـمَـا دَالًّا عَلَى الكَـمَالِ الخَاصِّ الَّذِي يَقْتَضِيهِ، وهُـوَ العـزَّةُ في العَزيـز، والحُكـم والحِكمَة في الحَكِيم،

 

• والجَمْعُ بينَهُمَا دالٌّ على كَمَالٍ آخَرَ، وهُوَ أنَّ عزَّتَهُ تَعَالَـى مَقـرُونَـةٌ بالحِكْمَةِ، فعزَّتُهُ لَا تَقْتَضِي ظُلمًا وجَـورًا وسُــوءَ فِعْلٍ، كَمَا قَدْ يكُونُ من أعزَّاءِ المَخلُوقِينَ؛ فإنَّ العزيزَ مِنْهُم قَدْ تأخُذُهُ العزَّةُ بالإِثْم، فيظْلِمُ، ويَجُورُ، ويُسيءُ التَّصرُّفَ.

 

وكـذَلِكَ حُكـمُهُ تـعَـالَـى وحِكمَتُهُ مَقرُونَانِ بالعِـزِّ الكَامِل، بخِـلَافِ حُكْم المَخلُـوق وحِكمَتِهِ؛ فإنَّهُما يَعْتَرِيهما الذُّلُّ.

 

-   يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ  -

 ـــــــــ

❪📚❫ المصْــــدَرُ  : ڪـتـاب الـقـواعــد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى - ابن عثيمين رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ صـ١١-١٣ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.